هاية مهر…

هاية مهرجان القبة الحديدية تحليلات ودراسات | 2012-06-26 صحيفة هآرتس – روبين بدهتسور صمتت أصداء مهرجان القبة الحديدية هذه المرة في ظل أكثر من 100 قذيفة صاروخية أطلقتها حماس من غزة. قبل ثلاثة اشهر ساعدت المؤسسة العسكرية على زرع الوهم الذي يقول انه وُجد الحل لمشكلة القذائف الصاروخية على هيئة منظومة القبة الحديدية التي أثبتت جدواها بحماية الجنوب. وكانت التوقعات في السماء واحتفلت وسائل الاعلام بنجاح “ساحقة صواريخ غراد”. سيُقال فورا ان الانجاز التقني لمطوري المنظومة مدهش جدا. فهناك تميز كبير لصاروخ من طراز “تمير” طُور في رفائيل، ورادار إلتا ممتاز ونظام تحكم ورقابة إلبت فائق. لكن كل ذلك لا يجعل القبة الحديدية هي الحل الصحيح لتهديد القذائف الصاروخية. من اللذيذ جدا التمدح بنجاح القبة، لكن يجب على الجمهور في اسرائيل ان يعلم بأن الحل لم يوجد بالفعل وبأنهم يُضللونه ويُخفون عنه المعطيات الحقيقية وأن المؤسسة العسكرية أسيرة تصور القبة الحديدية وليس مستعدا حتى لبحث حلول عتيدة أكثر نجاعة بأضعاف. أفادت وسائل الاعلام أن نسبة نجاح القبة الحديدية المدهشة هي 76 في المائة. ولم تقل لنا انه في كل محاولة اعتراض يُستعمل صاروخا “تمير”. أي أن احتمال اعتراض صاروخ واحد هو 50 في المائة فقط. ويزعم وزير حماية الجبهة الداخلية، متان فلنائي، انه “يجب الاستعداد لحرب مع سوريا وحزب الله وحماس نُهاجَم فيها بألف صاروخ كل يوم مدة شهر”. ولما كان ثمن صاروخ القبة الحديدية نحوا من 100 ألف دولار وثمن صاروخ منظومة “العصا السحرية” المستقبلية نحوا من مليون دولار، فانه كي نواجه التهديد الذي يصوره فلنائي سنحتاج الى نحو من 50 مليار دولار، أي الى نحو من 200 مليار شيكل في مدة ثلاثين يوم قتال. من المنطقي ان نفترض أن عدد الصواريخ الذي ستشتريها المؤسسة العسكرية سيكون محدودا بسبب كلفتها العالية، وسيفضي ذلك الى ان ينفد في ايقاع الاطلاق المتوقع مخزون صواريخ القبة الحديدية والعصا السحرية بعد ايام معدودة من القتال. ولن يمنع انفاق هذا المبلغ الضخم ايضا في مواجهة تستمر نحوا من شهر اصابة نحو 5 آلاف قذيفة صاروخية للجبهة الداخلية. وذلك مع الافتراض المتفائل وهو ان نسبة نجاح منظومتي الدفاع تبلغ نحوا من 66 في المائة، هذا الى أن القبة الحديدية ايضا غير قادرة على مجابهة القذائف الصاروخية والقذائف الراجمة التي تُطلق على بلدات غلاف غزة والتي تم تطويرها لحمايتها. وللقبة الحديدية ايضا مدى أقصى لا تكون فعالة بعده. ولهذا فان جزء كبير من منطقة الوسط وجزءا كبيرا من المواقع الاستراتيجية الاسرائيلية غير محمية بها. ان الزعم الذي يقول ان نصب القبة الحديدية يُمكّن مواطني بئر السبع وعسقلان من ان يعيشوا حياتهم المعتادة بلا خوف ظهر وهمه ايضا، ففي الجولة السابقة اضطر نحو مليون مواطن الى البقاء زمنا طويلا في المناطق الآمنة وتشوشت الحياة العادية ولم يقِل عدد المصابين بالرعب. والمفارقة المنطقية هي انه في المنطقة التي لا تحميها القبة الحديدية، أي في غلاف غزة، استمرت الدراسة كالمعتاد في حين عُطلت في عسقلان وبئر السبع اللتين تحميهما القبة. ان ما يُخفونه عن الجمهور ايضا هو وجود خيارات عتيدة وناجعة لمواجهة تهديد القذائف الصاروخية، مثل منظومة الليزر “سكاي غارد” التي تحمي بنجاعة وبكلفة أرخص كثيرا بلدات غلاف غزة، ومدفع “فولكان فلانكس” الذي أثبت نجاعته بحماية أهداف محددة في حرب أجراها الجيش الامريكي في العراق. ويُخيل إلينا ان من حق الجمهور ان يعلم لماذا يرفضون في المؤسسة العسكرية حتى ان يدرسوا التسلح بهما، ومن الواجب وزير الدفاع الذي يعلم جيداً مدى محدودية نظام القبة الحديدية ان يجيب عن هذا السؤال.


Leave a comment